مراجعة الافلام

[مراجعة الافلام][bigposts]

مراجعة فيلم Greyhound



مراجعة فيلم  Greyhound


مراجعة فيلم  Greyhound





    في سنة 1942 . يتولى القائد في البحرية الأمريكية " إرنست كراوس" (توم هانكس) أول مهمة له على متن السفينة الحربية يو إس إس كيلنج - والتي تحمل أيضا كاسم حركي لقب "Greyhound". وتتمثل مهمته في قيادة قافلة دولية مكونة من 37 سفينة من سفن الحلفاء التي تحمل القوات والإمدادات في اتجاه ليفربول عبر منطقة في منتصف شمال المحيط الأطلسي يطلق عليها اسم "الحفرة السوداء" وذلك لأنها تجاوزت نطاق التغطية الجوية ، تكمن صعوبة المهمة في كون الأسطول يحاول الوصول إلى الأراضي البريطانية عبر مجموعة من الغواصات الألمانية المعروفة باسم قطيع الذئاب "wolfpack".

عرف عن النجم توم هانكس براعته في لعب  دور الرجل العادي والذي دائما ما يجد نفسه في وضع صعب مما يدفعه الى القيام بعمل بطولي ، سواء في الفضاء (أبولو 13) ، أو ارض معركة (saving private ryan) ، أو في المياه الصومالية  (captain phillips) أوحتى في غرفة نوم الطفل آندي (toy story). هذه المرة هو القبطان إرنست كراوس ضابط في البحرية الأمريكية خلال فترة الحرب العالمية الثانية .
فيلم "Greyhound" مقتبس من رواية  The Good Shepherd مع قيام توم هانكس بنفسه بكتابة السيناريو لهذا الفيلم ،. ولكن بين تسلسل الأحداث المشوق والرؤى الرائعة في التكتيكات البحرية والتفاصيل الدقيقة عن تلك الفترة ، فإن القصة تفتقر إلى الوصف الكافي أو عمق  الشخصيات ليصل الفلم لمستوى الافلام الخالدة ل توم هانكس.

Greyhound فيلم حربي في اعالي البحار

مراجعة فيلم  Greyhound


مباشرة بعد لقطة قريبة لوجه توم هانكس وذكريات القبطان Krause عن  مشاركة هدايا عيد الميلاد مع حبيبته  Evie - Elisabeth Shue والتي تحصل على زينة عيد الميلاد، بينما يحصل هو على نعال لغرفة النوم - يلقي الفيلم بنا  مباشرة في خضم المعركة بين  Krause و طاقم سفينته في محاولة لصد هجوم من زورق ألماني. هذا التسلسل المستمر يوضح طبيعة البروتوكول الحربي الذي يجب اتباعه في مواجهة هجمات العدو -لتاخذنا الكاميرا ال لقطات مقربة من هانكس ينظر من النافذة ؛ الى بحر مضطرب  بتقنية  CGI ؛ الكثير من الحركة في أروقة السفينة الضيقة والمظلمة ومحادثات بين القبطان ومساعديه مليئة بالمصطلحات البحرية العسكرية ؛ ارتفاع الإيقاع و انخفاضه  ولمسة اعجبتني وهي عبارة عن صوت يشبه صوت الحيتان  في كل مرة تظهر غواصة ألمانية على السطح  - كل هذا يجعلك تشعر بالتوتر الشئ الذي يشدك للفيلم و ترغب في معرفة ماذا سيحدث.


Greyhound و تفاصيل حول الحرب العالمية الثانية



يستمر التوتر والترقب على مدار الـ48 ساعة القادمة حيث يضطر كراوس وزملاؤه إلى مرافقة و حماية القافلة. والجميل هنا انه بدلاً من البطولات المبالغ فيها ، ينصب تركيز الفيلم على الصعوبات والمشاكل اليومية التي يواجهها هؤلاء الرجال. لذلك نرى وجود  معدات معيبة (ماسحات الزجاج الأمامي ، سونار معطل) ، ونقص في الوقود واشياء قد تحدث لاي سفينة، و خلال اندلاع المعركة نرى ناقلة نفط على وشك الانفجار و التصادم الوشيك بين سفينة Greyhound و احدى السفن الاخرى . 

يمكنك أن ترى بوضوح  تأثيرتوم هانكس والمخرج آرون شنايدر ، الذي كان آخر أعماله فيلم سنة 2009 Get Low -والذان أخذنا في رحلة غامرة ، لا سياق لها على متن سفينة حربية محاصرة - ولكنها للأسف هذه المغامرة لا ترقى لمستوى الإثارة التي اعتدنا عليها في افلام مثل Das Boot. فنادرًا ما تشعر أن هانكس وطاقمه في في وسط البحر فعلا وكذلك يفتقر الفيلم إلى البنية الكافية لجعل الجزء الداخلي من السفينة كيانا مستقلا بذاته.

ومع ذلك ، هناك الكثير من اللقطات المميزة لمعركة الولايات المتحدة ضد ألمانيا التي تجلب القتال إلى ما يشبه الواقع باستعمال تقنية CGI - فعند نقطة ما تركز الكاميرا على المعركة لتنطلق بعد ذلك إلى السماء لرؤية الأضواء الشمالية. وذلك لنقل الأحداث بعيني القبطان كراوس 

يتخلل الفيلم روايات عن تفاصيل الحرب العالمية الثانية ؛ بحيث يستخدم الألمان جهازًا للخداع يُدعى "الوسادة " للعبث بالسونار الأمريكي الموجود على متن السفينة بهدف تضليل الطاقم عن المكان الحقيقي للغواصات الالمانية و بذلك يتم استنزاف الذخيرة الامريكية؛ بالاضافة لبقعة الزيت التي تكشف أنها أصابت هدفها تحت الماء وسخرية الألمان من الأمريكيين وذلك من خلال اختراق نظام الراديو الامريكي لبث رسائل هدفها احباط و ترهيب الطاقم  مثل ("الذئب الرمادي جائع جدًا"). هناك أيضًا تلميح عن النوع المختلف من الحروب البعيدة عن أراضي الحلفاء ولتي قلما تم التطرق اليها في السينما الامريكية .

 في احدى اللقطات من  فيلم Greyhound  يرأس القبطان كراوس  دفنًا في البحر ، وهناك لحظة إنسانية مميزة عندما يرفض الجسم الانزلاق بأمان في المحيط , والواقع أن الإنسانية هي المفقودة هنا.

يحيط بهانكس مجموعة من الممثلين الأمريكيين الشباب، لكن لا أحد منهم كان له حضور ملفت. وكذلك الأمر بالنسبة لستيفن جراهام ، بصفته اليد اليمنى كراوس ، لم يكن له دور مهم في الفيلم سوى القليل للقيام به باستثناء رسم خطوط مستقيمة على خريطة بحرية ،. لكن المشكلة الأكبر هي Krause نفسه. إذا كان لدى كراوس صراعات داخلية حول قراراته وذلك منطقي نسبيا كونه في مهمته القيادية الاولى . 
فيلم Greyhound يوثق لجزء مهم من التاريخ البحري للحرب العالمية الثانية  فهو فيلم مليئ بالتفاصيل الجذابة والاخراج الجيد ولكنه يفتقر إلى الأبعاد و الديناميكيات التي  تجعل المشاهد يرتبط بالشخصيات.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق